الاثنين

عندما تشاهد فيلم تسجيلى ...عنك




لم يروق له عمل اى شىء..لا المذاكره ولا قراءة جريدته المعارضه ولا سماع الراديو ولا اى شىء اعتاد ان يفعله فى هذا المكان(مكتبه الذى يذاكر عليه) ..ينتابه اعراض اكتئاب بداية الشتاء..يشعر انه جزء من هذه السماء الرماديه والسحب الكثيفه ..كان المشهد يثير فى نفسه شىء من القلق والخوف والملل...
جلس ثم قرر ان يفكر فى لا شىء. اراد ان يُخرج من ذهنه كل افكاره السلبيه واشياءه الصغيره الحمقاء التى تملئه .لو استطاع لقام بفرز كل خليه من خلايا مخه وقرر ماسيبقى فيها وما سيلقى به خارجها..ولاسكت لسانه الداخلى الذى لا يكف عن الكلام ..لكنه لم يستطع...قراره فى الا يفكر فى شىء شغل الحيز المتبقى من تفكيره فاصبح يفكر فى الا يفكر..
نظر الى اسفل المنضده..لمحت عيناه حقيبته الكبيره ..القديمه..التى كان يضع فيها كل اشياءه الصغيره المتبقيه من مراحله المختلفه والتى لا يريد لها اخذ حيز من مساحة حياته الحاليه ..ولكنه يريد لها البقاء
اخرج كل ما فيها وجعل يتأمله بشغف الاطفال ..كراسات رسمه التى احتفظ بها منذ طفولته وفى مراحل تعليمه المختلفه..ملف رسوماته الناضجه..كراسه اخرى كان يكتب فيها كل ما اعجبه من قصائد عندما عشق الشعر بعد تجربة حبه الفاشله...صوره منذ ان كان لا يملك من عمره الا عام واحد..
خرج من عالمه نهائيا..توقف الزمان به...كانت كل ذكرى وكل جزء من اجزاءه القديمه تأخذه الى مرحلتها فيتذكر مشاهد علقت بذاكرته من هذه المرحله بكل احداثها وما فيها ومن فيها..
شعر انه يشاهد فيلم تسجيلى عن ذاته تصنعه هذه الاشياء الصغيره..
شاهد نفسه طفلا صغيرا مليئا بالبراءه شعره اقرب الى النعومه يأتى من شمال رأسه الى يمينها..يعشق الرسم ولا يشغله ان يكون الاول على فصله بل يكتفى بالثالث دائما
شاهد فترة مراهقته وكيف تغير فيها وتغيرت شخصيته ليتأقلم مع انواعا جديده من البشر اصبح يراهم بعد خروجه من مدرسته الابتدائيه
شاهد فترة تمرده على كل شىء فى بداية دخوله الثانوى وانتقاله لمرحله جديده فى حياته..ثم عشقه الاول وكيف انتهى فى وقت قصير كما حلم ليلى سعيد..ثم علاقته بالدين التى يقترب فيها كثيرا ثم يبتعد طويلا وهكذا ....ثم نجاحه الابرز فى حياته ثم فشله الاعمق
ثم محاولته الوقوف مره اخرى ...ثم ثم
لم يشعر بالوقت كيف مر سريعا اثناء جلوسه على الارض بجانب مكتبه وافتراشه لجميع ذكرياته وصوره امامه ..لم يفق من حلمه الجميل الا بصوت يناديه لتناول شرابه اليومى المقدس الشاى باللبن
لملم اشياءه ووضعها فى حقيبته مره اخرى
ثم قام وهو يشعر بسعاده كبيره فى داخله ليتناول شرابه اليومى المقدس الشاى باللبن..............

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

جميل إن الواحد يفتكر نفسه لما كان زمان .. بس في أحيان كتيرة لما بأعمل كده، و ٌاقاران اللي كنته باللي بقيت عليه .. الصراحة بازعل، و دي أخف حاجة، أو يمكن أكتئب ..
شيء محزن إن الواحد يكتشف إنه بينحدر .. و شيء مؤسف أكتر إنا الواحد يلاقي حاجات كتيرة حلوة خلصت من حياته، يمكن أهمها فترة الطفولة نفسه و روقانه اللي مالوش حل ..

كل سنة و أنت طيب يا باشًا، و ابقي سلم لي علي طقم السنان اللي في إيدك .. الله يرحم أيام الفخاد و الصوابع اللي كنا شغالين فيهم

Unknown يقول...

جميلة يا حاج مرعى .....
فى رأيى ... رائع هو ذلك التاريخ بحلوه ومره....

ومبروك على تصميم المدونة الجديد يا مرعى باشا
وابقى نورنا كدة

Mar3i يقول...

وانت طيب يا عبد الرحمن
هههههههههههههه حاضر حسلملك والحمد لله ربنا رحمنى من الفخاد والصوابع D:D:

Mar3i يقول...

ربنا يخليك يا رمضان ووالله بزوركو على طول انت مش واخد بالك (:(: