الاثنين

بالالـــــوان !


بتفكرينى بالشروق
بالشمس طالعه تطرد الاحزان
ونورها الدهبى
بيخبط على الشبابيك
جمالها يبان
شرقت عنيكى فى سكتى
جمال الفرحه فى عنيّا اتولد
وقفلتى على خوفى البيبان

يا طعم الضل
وسط الصحرا فى اغسطس
يا لون الارض
بعد المطره فى يناير
هُداكى طل على قلبى اللى كان حاير
لقاكى كل شىء فى الكون
بقى يشوفك..
براءة ف ضحكة الاطفال
وحريه ف جناح طاير
وفرحه كبيره فى عيون ام
رجعوا ولادها مالغربه

بقى يشوفك..
دفا ف الحُضن بين الجد واحفادُه
طيابة جوّه عين مصرى
ووقت الشده فى عنادُه

سَكَنتى كل شىء فيّا
حروف اسمك
بقت محفوره فى ملامحى
وزى الوشم على قلبى..مايتشالشى
رسمت ملامحك الصافيه
و كانت نور
بيمحى عتمة الغربة
بنظرة عينك الدافيه
ده قبلك قلبى كان بهتان
ك كل الدنيا فى عنيّا
ما بهتانه...
لوحدك بس بالالوان !


mar3i

السبت

مســاكين اهل العشق..!


بعد ان افقدته الخمر توازنه دخل فى نوبة اخرى من نوبات البكاء العنيفه التى كان قد اعتاد الدخول فيها الايام الماضيه عند الجلوس بمفرده وحيدا فى غرفته المظلمه...لم يكتئب طوال عمره مثل هذه المره .. كان بداخله حزن ما اعتاد ان يخفيه عن المحيطين به بابتسامة دائمه يرسمها على وجهه و ضحكه المستمر حتى على ما يمر به من مشكلات تبكى غيره...اعتاد ان يسمع ما يزعج الاخرين ويشاركهم احزانهم ويحاول التخفيف عنهم ...حتى حسبه الجميع مخلوق غير قابل للحزن ولا يوجد شىء مهما عظم يؤثر على ابتسامته الراضيه ..
عشقها مثلما لم يعشق شخص اخر او هكذا كان يعتقد..كان يؤمن انها ليست من بنى البشر ...انها كائن يرقى الى حد الكمال لم يخلق الله مثله فى هذه الدنيا...عشقه الشديد لها جعله يتحول يوما بعد الاخر امامها الى دمية متحركه...اعطاها بأرادته كل خيوطها ..لا يفرح الا بها ومعها ولا يفعل الا ما تحب ولا يحزن الا لها ...الحياه عنده فقدت كل معانيها بدونها..هى اصبحت=الحياة ...بحث كثيرا قبل ذلك عن اسباب منطقيه لهذا التعلق الشديد ولم يجد..حاول ان يفكر فى غيرها او يبعد قليلا عند حدوث اى مشكله بينهم ولا يبدأ هو بمصالحتها كما تعود ولكنه لم يستطع..كان يشعر باعراض انسحاب مميته تفوق مدمن مخدرات حاول ان يتعافى بعد 30 عاما من الادمان...تخطت عنده مرحلة انها بنتا يحبها ...اصبح يقدسها من بين البشر..صار ذكر اسمها يشعره ببهجة غريبه فى داخله...فكان عند شعوره بالملل يجلس مع نفسه ليتذكرها وينطق اسمها...كان هذا يكفى ليخرج من ملله و يشعر بالسعاده...

خرج من البيت مخمورا واثار الدموع لاتزال واضحه فى عيناه..بمجرد تخطيه باب منزلهم رأها امام البيت تبتسم له ابتسامتها الملائكيه...لم يتمالك نفسه من الفرحه ولكنه رأها مرة اخرى تسير بجانبه..اكتشف انه يرى العشرات منها...هى اصبحت كل من يرى ..عيناه لم تعد تدرك تفاصيل اخرى للوجوه الا تفاصيل وجهها.."كما كان قلبه لا يدرك ان يعشق غيرها"...فاتخذ طريقه الى البحر الذى لم يكن يبعد كثيرا عنه...يغمض عيناه قليلا ويفتحها مرة اخرى حتى يفيق مما هو فيه ولكن دون جدوى فكل الماره فى الطريق اصبحوا هى...حروف اسمها مكتوبه على الجدران وعلى اعمدة الاناره الليليه...على لوحات اسماء الشوارع الزرقاء..كل الشوارع اصبحت تحمل اسمها...حلمه الذى كان يردده دائما انه لو اصبح ذو شأن فى الدوله وصار يحكم الاسكندريه سوف يطلق اسمها على كل شوارعها ...اللافتات الاعلانيه المضيئه لم يظهر فيها الا صورها التى كانت محفورة فى قلبة من كثرة ما رسمها على كل مساحه بيضاء يجدها فى اوراقة...لازالت تبتسم فيكمل الطريق ويبكى ...كيف اصبح هكذا ..كيف فقد نفسه واحتلت هى كل صغيره وكبيره فى حياته...كيف استبدل روحه التى تسرى فى جسده بها...كان يعلم انها لو طلبت منه العباده لفعل..
استمر فى السير الى ان وصل الى الصخرة التى كان يحب الجلوس عليها رافعا رأسه الى السماء كلما ضاقت به الدنيا...هذه المره لم يشعر بارتياح كما اعتاد واخذته نوبة بكاء اخرى فاختلطت دموعه بامواج البحر العاليه التى كانت تصل اليه من شدة الرياح فى شتاء يناير القاسى...
انتهى من الخمر ولا زال بكائه متواصل لا ينتهى..ادرك انها لن تعود اليه فهى لم تحبه يوما منذ عرفها..كانت تشفق عليه احيانا ولكنها لم تحبه..رفع عيناه للسماء وكان قد اتخذ قراره بالرحيل ...سيترك هذه الدنيا مثلما تركته..لم يعلم هل الدنيا ام هى التى تركته فهو لم يعد يفرق بينهما ...رأى ما كتب بين كومات السحاب الكثيفه..
مساكين اهل العشق حتى قبورهم...عليها غبار الذل بين المقابر
وكان وجهها اخر ما وقعت عليه عيناه..مرسوما بطول السماء وعرضها.. يسد الافق.... قبل ان يجعل بحر الاسكندرية مقبرته الدائمه..!

الأحد

مسير الضى لوحده..حيلمع


كل اربع كنت بفضل استناها ..بالظبط زى الحبيب اللى بيستنى حبيبته..يمكن اكتر..على الاقل هو حيتصل بيها ويعرف اتأخرت ليه عن معادها..لكن انا مكنتش بعرف اعمل حاجه..من ساعة ما غابت وانا بحس باعراض انسحاب مؤلمه....كنت فعلا ادمنت الدستور وضربة شمس..فضلت اشتريه بعد ما ضربة شمس ما بقتش موجوده لفتره...لكن حسيت انى بكتئب زياده كل ما افتح على الصفحتين اللى حفظت مكانهم وبقيت بفتح الجرنال تلقائيا عليهم...قررت مشتريش الدستور بس كنت حاسس ان اكيد فى يوم حترجع ضربة شمس...وفعلا اليوم ده جه...ضربة شمس الاربع الجــــــــــــــــــــــــــــــــــاى فى الدستور..موطنها الاصلى اللى مكنتش بعرف اشوفها غير فيه...احلى خبر سمعته من زمااااااااااان
فيا كل ضربشمساويه جميله وكل ضربشمساوى جدع على وجه الارض..يا اجمل كائنات المجرة...اقيموا الاحتفالات وانتظروها الاربعاء القادم
ببساطه..
انا مبســـــــــــــــــــــــــــــوط :):):):)

الثلاثاء

واحشانى يا صاحبة روحى..



واحشاني يا صاحبة روحي

ياللي عـ البر لقيتك

عايزة تخبي، خبيـــتك

سيبتك في سريري تنامي

أنا آســــف لو صحيتك

أنا بيتي بجد ده بيتـــك

أوعي تكوني قلقانــة

و أتعامللي بكل جنــون

و بلاش تمشي عريانة

علشان البيت مسكون..!

عمر طاهر

الخميس

أيس كريم...بالفراوله !



اجلس فاتحا نافذة غرفتى على مصرعيها متجرداً من اغلب ملابسى اتصبب عرقا وعلى وجهى اثار اجهاد غير مبرره..احرك يدى لاعلى واسفل بشكل منتظم محاولا جلب الهواء الى السنتيمترات القليله المحيطه بجسدى لتخفيف حدة الحراره من حوله ولكن دون جدوى حيث اكتشف ان الهواء ساخن اصلا وسيزيد احساسى بالجو الحار الخانق...اتذكر اشقائى البشر قاطنى وسط افريقيا وخط الاستواء وكل الكائنات التى تعيش فى هذه المناطق فاشفق عليهم واشعر بشوق قاتل لفصل الشتاء الذى اعشقه..
اظل هكذا امام جهاز الكمبيوتر فى غرفتى التى تزيد درجة الحراره فيها عن الدرجه الطبيعيه بأكثر من خمس درجات مئويه الى ان اضع رأسى امامى لاغفو قليلا دون ترتيب مسبق منى.....ما امتع النوم الذى يأتى فجأة وانت لم تخطط له قبلها ولم تكن فى نيتك الاقدام عليه...ارى فيما يرى النائم انى فى مكان اشبه بجزيره كبيره من الايس كريم فى وسط الماء وانى اجلس مستندا الى قطعة شيكولاته يملأنى شعور بالسعادة الطاغيه ..فى يدى ورقتان اقرأ منهما قصيدة عاميه من تأليفى بصوت عالى لفتاة اعشقها تجلس بجانبى فوق قطعة شيكولاته اخرى......وبينما تنظر الىّ وتتأملنى وانا اقرأ لها ما كتبته عنها متقمصاّ شخصية شاعر معروف فى ندوة احتفاليه بصدور ديوانه الرابع والعشرين.... سمعت صوتها العذب الملائكىّ يقاطعنى : محمد ثانيه....فرأيت ابتسامه جعلت وجهها يزداد اشراقاً و هى تقوم من مكانها فتسائلت عن السبب فقالت انها ذاهبه الى غرب الجزيره حيث جبالها المصنوعه من ايس كريم الفراوله التى تحبه ثم انهت جملتها ب : اجيبلك معايا؟؟
شكرتها فذهبت وجلست انا استرجع آدائى فى القاء القصيده عليها وهل اعجبتها ام لا واتسلى باكل المزيد من الايس كريم ...واثناء انتظارى لها نظرت الى بعيد لارى الالاف من البشر يحملون اوعية مياه مثلجه قادمون باتجاهى تتقدمهم هى وتحمل نفس الوعاء الذى يحملونه ..التفو حولى جميهم فقمت وسألتها مندهشاً عن ما تنوى فعله معى ولماذا جائت بكل هؤلاء..شعرت بغدر طفولى فى عيناها الممتلئه بالبراءه ..لم ترد علىّ وامرتهم باشاره من يدها ان يتحركو ويسكبو كل المياه المثلجه على فى وقت واحد وفعلت مثلهم ضاحكه...وانا اصرخ فيها رافضا ماتفعله حيث ان الورق فى يدى سيبتل هكذا ولكنها كانت غير مهتمه بما اقول تستكمل معهم القاء المياه الباردة فى اتجاهى..........
استيقظت لاجد زجاجة المياه المثلجه بجانبى وقد اوقعتها اثناء نومى لتسكب بالكامل على المنضده وعلى جسدى وعلى "كيبورد الكمبيوتر" فقمت من مقعدى مرتبكا وانا انظر الى الشاشه لاجد صورتها التى تبتسم فيها نفس الابتسامه التى تركتها عليها فى الحلم وتنظر الى نظرة يختلط فيها فرحه وتشفى وسخريه الاطفال بعدما يقومون بعمل "مقلب" فى اصدقائهم ويستمتعون بمشاهدة حالهم المضحك بعدها والذى كان يشبه حالى والماء قد اغرق المتبقى من ملابسى التى ارتديها

ازيل اثار الماء واجلس ثانيه غاضبا منها واقوم بأغلاق صورتها التى اعتقد انها هى من قامت بعمل ذلك ثم اعود لاشعر بحرارة الجو العاليه فادرك ان مافعلته بى هو شىء جيد اتمنى ان تكرره الان مره ثانيه فافتح الصوره مجددا فاجد ملامحها وقد تحولت وصارت كطفل على وشك البكاء واشعر بها تقول لى :مخاصماك!
فابتسم واقرأ لها نفس القصيده التى كنت اقرأها فى الحلم فى محاوله لمصالحتها واعدها ان احضر لها "ايس كريم الفراوله" الذى تحبه فاجد ابتسامتها المتحفظه عادت الى وجهها مثل الوردة فى بداية الربيع عندما تبدأ فى التفتح .......فاستمر فى القاء القصيده عليها الى ان انتهى ولكنى ارغب فى المزيد من اسعادها فابدأ فى تشغيل اغنية لفيروز اعلم انها تحبها...ولكن فى هذا الجو الحار لا يتقبل عقلى سماع فيروز ......ارتبطت عندى فيروز بالشتاء ....الشتاء فقط ....فلا استطيع ان استمتع بها الا والجو بارد وانا ارتدى ملابسى الثقيله....مثلها مثل الاسكندريه والرسم والشعر وكل شىء مبهج فى حياتى لا اجد له متعه الا مع حلول فصل الشتاء ولازلت لا اجد تفسير لهذا.....
اشعر انها تريدنى ان اقوم بتشغيل الاغنيه التى تحبها سريعا مستنكره ترددى .....فافعل رغم عدم اقتناعى بسماع فيروز فى درجة حراره مثل هذه .......وانتظرت حتى انتهت الاغنيه وانا اتابع كل رد فعل لها
لم اعرف انها اصبحت فى قمة بهجتها الا بعد وقوع الزجاجه مره اخرى عندما اصتدمت بها يدى عن غير قصد وانسكب ما تبقى منها علىّ مره اخرى فقمت ضاحكا انظر الى صورتها مستسلما لقطرات المياه البارده المنعشه على جسدى غير محاولا ابعادها ..!

الأحد

لــعبـــه


منذ ان جئنا الى هذه الدنيا وبدأت اقدامنا فى وضع اولى خطواتها على طريق رحلة الحياه والتى شئنا ام ابينا مضطرين الى مواصلة السير فيها حتى وان كنا لانعلم متى ستنتهى واين ولكننا مجبرين على الاستمرار وتحمل كل مطبات وحفر ومتاهات هذه الرحله الى ان يحين موعد النزول فنعلم انها قد انتهت وان الوقت المخصص لنا فيها قد نفذ وعلينا افراغ مكان لشخص اخر بدأ رحلته هو الاخر وسيأتى ايضا له وقت لتنتهى ويبدأ غيره

وفى كل مرحله من مراحل الرحله تلعب الحياه معنا العاب مختلفه تحددها هى لا نختارها ..علينا فقط ادراك ماهى هذه اللعبه وما هى قواعدها وكيفية الفوز فيها ..كفائة كل منا ومدى اختلافه عن غيره من الذين وضعتهم الحياه فى نفس اللعبه يتحدد بالقدره على معرفة اسرارها واقصر الطرق للوصول الى المطلوب فيها والاسلوب الشخصى فى اللعب فالبعض يمتلكون مهارات خاصه يمكن ان تميزهم عن الاخرين..
احياناً تدخلك الحياة فى لعبة مثل "صنم" فتشعر ان كل الظروف المحيطه بك وكأنها اشخاص تلعب معك..مصطفين على الجانبين ينظرون اليك وكلً منهم يقف متحفزأً وذراعيه امامه يستعد لان يباغتك بضربه قويه على مؤخرة رأسك (قفاك) اذا لم تكن منتبها جزء من الثانيه له ..فقوانين هذه اللعبه تمنحهم حق ضربك اذا لم تكن ترى يد الذى يضربك..اذا رأيتها فسيكون هو الخاسر ويتبادل معك الادوار ليمر هو بين اللاعبين بعد ان يقول "صنم" واضعا كلتا يديه على مؤخرة رأسه لتحميه من الضربات القادمه اليه ..
فى هذه المرحله يجب ان تكون منتبها طوال الوقت فلا يوجد فرصه لان تغفل نهائياً والا فلتتحمل صفعات كل من حولك من احداث الحياه ولا تلوم على احداها ان ضرباتها كانت قويه وتغضب وتقول "مش لاعب" لانك انت من سمحت لها بذلك ..ولكن استكمل اللعبه الى النهايه ..الى ان ترى يد احدهم وينزل هو مكانك او ان تغير الحياه لعبتها معك..

اوقات اخرى تشعر وكأنك فى لعبة شطرنج كبيره فكل قرار تتخذه فى هذا الوقت يكون غايه فى الاهميه ولا يمكن الرجعه فيه..عليك ان تستخدم كل مخزونك من الذكاء و تخرج كل مالديك من صبر ودهاء حتى تتعايش فى هذه الفتره ويجب ايضا الا تقع فى فخ وخطط المنافسين فيدفعوك لعمل خطوة متهوره تفاجىء بعدها انه قد قيل لك "كش ملك" وليس امامك اى مخرج سوى الاستسلام والخروج مهزوما لانك حسبت من حولك اغبياء و اخذك الغرور بذكائك الى خسارة كل شىء...

كثيرا ما نجد انفسنا يغمرها احساس اللاعب فى حلبة المصارعه نحتاج فيها الى كل مانمتلكه من طاقه وقوه جسديه ومثابره وتحمل للالم الى اقصى الحدود وعدم الاستسلام مهما كانت قوة الضربات واللكمات الموجهة الينا ..والبقاء الى اخر لحظه فى كل جوله ...حتى ولو ايقنت انك مهزوم وشعرت بعجزك عن القيام مره اخرى فاستغل هذه الفتره للراحه ومواصلة اللعبه .....فربما تخسر جوله او اكثر ولكن تفوز فى النهايه فكما تصارع العالم لكى تصل لما تريد ايضا وبنفس القوه عليك مصارعة اليأس فهو العدو الحقيقى والذى ستجده يحاربك مع كل خصم وربما ستكون ضرباته قاضيه واكثر تأثيرا من ضربات اللاعبين..

وفى احيان اخرى ولكنها قليله تلعب الحياه معنا العاب تعتمد على الحظ مع قليل من الجهد منك او التفكير للفوز فنسبه كبيره من نجاحك فيها هو فى يد الصدفه التى يحتمل ان ترفعك الى اعلى او تهبط بك لاسفل وتخرجك منها خاسراً ..ولكن اعلم ان الحظ والظروف والقدر والصدفه وكل هذه المسميات او مايعادلها حسب كل منا ومايعتقد..لن تقف الا مع من يستحق فقط ولن تخدم الا من سعى اليها ورأت فيه انه مؤمن بقدراته وبالفوز والوصول لما يريد

فلتلعب كل لعبه تدخلك الحياه فيها حتى وان كنت لا تعلم عنها شىء فحتى ان تعثرت فى الفوز فستخرج منها بخبرات كبيره تنفعك فى باقى الرحله او بمعرفة اشخاص جديده ربما يغيرو اتجاه رحلتك الى الافضل فلا تجعل مابدأت به الطريق تحمله على ظهرك من صبر وامل وقدره على الرجوع مهما بعدت ينفذ وتجد نفسك تحمل اليأس بديلاً لهؤلاء وانت لاتعلم...انظر جيدا بعد انتهاء كل مرحله بداخل حقيبتك وتخلص من كل مافسد بها وجدد اشيائك التى تقويك على مواصلة الرحله وتأكد ان بها ما تريد انت لا ما وضعته الايام لك فيها ..

الخميس

زمان..وانا صغير...!


كان طفلاً لم يتجاوز بعد الثامنة من العمر..ارتدى ملابسة بمفردة و خرج من المنزل حاملاً فى جيبه خمسة جنيهات..خالطه شعور غريب لم يشعر به من قبل فى سنوات عمرة القليلة عندما اخذ يهبط درجات سلم منزله و يعبر الشارع بمفرده فى طريقة الى "الحلاق"...كانت المرة الاولى له التى يذهب فيها اليه بدون والده..يمتزج بداخلة احساس بالسعادة والقلق والفخر واحاسيس اخرى لم يستطع تفسيرها..كان ينظر فى وجوه المارة فى طريقة و يود لو يعلم كل واحد منهم انه ذاهب الى الحلاق بمفردة...كان يشعر بانها بداية لمرحلة جديده فى حياته مثلما تعلم المشى والكلام وكل شىء جديد فهو سيذهب الى الحلاق بنفسه وسيقول له ماذا يريد ان يفعل بشعرة وسيعطيه اجرة بعد ان ينتهى تماماً مثلما يفعل "بابا و خالو و جدو" وكل من يذهبون الى الحلاق بدون مساعدة لانهم "كُبار"
فور وصولة بالقرب من المحل الذى لم يكن بعيداً عن منزلة شعر بتردد قليل قبل الدخول ولكنه دفع الباب بتحفظ ووضع قدمة الصغيرة بداخل المحل الذى يوجد به اربعة كراسى كبيره سوداء للحلاقة واربعة افراد يعملون به منهم صاحبه العجوز الذى يدعى "الحاج حسين"..وبه جهاز تليفزيون فى احدى الاركان يشاهدة الزبائن المنتظرين لدورهم ومقاعد جلدية مريحه يجلسون عليها ومنضدة صغيرة عليها عدة مجلات قديمة لتسلية الجالسين...شعر فى بداية خطواته الاولى داخل المحل ان كل هؤلاء ينظرون اليه باستغراب حتى المجلات وجهاز التلفاز والمقاعد الجلدية المريحة..تسائل فى نفسة عن سبب ذلك هل لصغرة ام لرأسة الكبير من كثافة شعرة عليها ام لماذا؟..تجاهل كل هذا وابتسم ووجهة مرتبكا وقلبة يزداد اسراعا فى نبضاته ثم جلس بجانب رجل اربعينى على احدى المقاعد الجلدية المريحه وعيناه حائرة بين متابعة ما يدور فى التلفاز وبين مشاهدة الجالسون وعلى اكتافهم وملتفة حول رقبتهم ملائات كبيره موحدة اللون تحمى ملابسهم من الشعر..وبين الاستماع الى احاديث كل حلاق الى زبائنه الجالسين فى انتظاره..
لم يكن يشعر بكل هذا فى وجود والده حيث كان يجلس مطمئناً بجانبة يستمع الى كلامة مع "رضا" الحلاق الذى كان يحب والدة ان يقوم بمهمة تهذيب شعر طفله.

انتظر كثيرا الى ان نادى علية "رضا" ليعلمة انه قد حان دورة فى الحلاقة - كان الطفل لا يحب هذا الحلاق ويود لو ان "طارق" او "محمود" او حتى العجوز صاحب المحل "الحاج حسين" هو من يقوم بالحلاقة لة – ولكنه لايستطيع فعل شىء فهذه اثار اختيارات الاب له التى لن يجرؤ على التمرد عليها الآن فجأة فى اولى زياراته للحلاق بمفرده ولكنه قرر فى نفسة انه سيحاول اختيار حلاق اخر غير "رضا" فى المرات القادمه..
ذهب الية الطفل فسألة "رضا " سؤالاً شعر الطفل بالضيق منه وجعله يؤكد فكرته القبيحه عنه..( اومال فين بابا مجاش معاك ليه..؟؟)..كان يريد الرد علية وحسم الامر معه وافهامة ان يعتاد على مجيئه وحيداً اليه بعد ذلك لانه اصبح مثل "بابا وخالو وجدو" وكل "الكُبار" ومن يذهبون الى الحلاق بمفردهم ولكن شىء ما جعله لا يستطيع افهامة هذا فقال له متلعثماً ( بابا مش فاضى النهارده)..
وضع رضا كعادتة منذ ان بدأ الحلاقة للطفل هذة "الشلته" الاسفنجيه على الكرسى الذى سيجلس علية والتى توضع للاطفال قصار القامه لتزيدهم ارتفاعا – كم كان يكره هذه الشلته ويتمنى ان يجلس على الكرسى مباشرة بدونها مثل باقى زبائنه ولكنه صبّر ذاته بانه قد اخذ اولى الخطوات واصبح يذهب وحدة الى الحلاق فربما قد اقترب بعد ذلك من الجلوس على كرسى الحلاقه مباشرة بدون "الشلته"
لم تكن من احلامه ان يحلق رضا لة ذقنه التى لم تنبت بعد ولكنه تمنى ذلك فى هذا اليوم فقد اطلق اعتمادة على نفسه فى الذهاب الى الحلاق زمام احلامه واصبح يتمنى ان يصبح حقاً مثلهم فى كل شىء بما فى ذلك ان يضع "رضا" على وجهه ذلك الصابون الكثيف المنعش ويستلقى هو برأسه مسترخياً على مسند الكرسى الكبير المخصص للحلاقه.
الآن وقد اقترب من اتمام عامه العشرين واستبدل طوال هذة السنوات العديد من صالونات الحلاقة لانه هو من اصبح يأخذ القرار فى ذلك..صار ايضا لا ينتظر اىٍ منهم فهو يتفق معه على موعد يريده عبر الهاتف ويأتى اليه فيه ويجلس على كرسى الحلاقه الاسود الكبير بدون "الشلته" ويحلق له "شعر وذقن" اذا اراد واصبح مثل "بابا وخالو وجدو" وكل "الكُبار" ..ولكنة و فى كل مرة يذهب فيها الي الحلاق الآن يتذكر الايام التى كان يصطحبة فيها والدة ويشعر بالحنين الى الامان الذى كان يغمره وقتها .

شكراً..


الأحد

ملل...!


واستمرت الايام فى المرور بايقاعها البطىء الثابت الذى لا يتغير بعد ان اعتدت على وجوده المستمر معى دائماً..اصبح يشاركنى فى كل ساعات يومى منذ الصباح الى ان انام وحتى فى نومى كنت اراه فى احلامى..لم يكن كذلك فى بداية تعارفنا فكنت افاجأ بوجوده فى مواقف معينه على فترات متقطعه وفى ايامٍ قليلة من الشهر....كنت اندهش فى بداية الامر من تصرافته الغريبة هذة ومن شكلة المقيت الذى اصبح مألوفا لدىّ بعد ذلك ببدانته المتوسطه وعيناة النصف مغلقة دائماً وكلامة الذى يخرج من فمه نادراً كخروج ساقٍ خشبية من قطعة صوفٍ خشن وحذائة الذى لم استطع ان احدد له لوناً ونظراته الحادة المخيفة...
لم اكن اعرف كيف يظهر معى بدون علمى ويصبح بطلاً لاحداثٍ كثيرة ومحرضاً لى على تصرفات بعينها لم اتوقع يوما ان افعلها ولكنى معه كان يسهل على كثيرا واشعر انى مسير تماما وافعل مايريده هو ان افعله..
لاحظ رؤيتى له و حيرتى فى معرفة من هو هذا الذى يلاحقنى دائماً واكون فى وجودة ليس انا واشعر بتلاعبة بى كيفما شاء..فبادر الىّ وجاء ليعرفنى بنفسه وقال لى بعد ان ظللت انتظر طويلا ان يتحدث بصوتة المتقطع الغليظ وتتساقط الحروف ثقيلة من بين اسنانة وشفتيه:- انا "الملل"...!
وان هذه هى صورتة البشرية التى خرج بها الىً وتجسد فيها ليصطحبنى !
لم اصدق فى البداية كلام هذا الرجل المريب وشعرت اننى فى كابوس صعب اريد القيام منه ولكننى تأكدت بعد ذلك....... تأكدت ان الامر حقيقة وليس احلاماً...لم يلاحظ احد وجودة فى اماكن تواجدى غيرى انا...عند خروجى من البيت اجده فى انتظارى جالسا عند بداية الشارع فاتاجهله واكمل فاشعر به يتبعنى ثم يختفى ...وعند ذهابى الى المكان الذى اردته فاراه قد وصل قبل وصولى وينظر الىّ بنظرات معاتبه على تأخرى ...فاجلس صامتاً حتى لايتهمنى احدهم بالجنون...
اعود مره اخرى وافتح باب غرفتى فاشعر بوجودة فى الظلام فارتدى ملابسى وانظر الية بغضب واحاول تجاهلة لانام...
كان كرهى لهذا الملل البغيض الذى اصبح يلازمنى كظلى يتزايد يوماً بعد يوم...يغيب لعدة ايام عنى فاشعر بطعم الحياة مرة اخرى واقبل عليها واتمنى ان يكون قد ضل طريقة الىّ او يكون قد نسى القيام بمهمته الكريهة معى ووضع بصمته على احداث يومى حتى اشعر بالملل من كل شىء
افسد علاقتى بالجميع وافسد تذوقى لكل ما كان يسعدنى من اشياء صغيرة فاصبحت فى وجوده بلاطعم
الى ان سئمت هذة الحياة باكملها وصارت فى عيناى عديمة الجدوى واصبحت افكر فى فائدة وجودى بهذا الشكل فيها من عدمة..توصلت الى حقيقة مؤكده ان بقائنا هكذا سويا فى هذا العالم اصبح مستحيلا فاما سيقضى هو علىّ وانتهى منتحراً بعد سيطرتة على كل تفاصيل يومى واصبح فى يدة مثل دمية خشبية يحركها كيف يشاء....واما ان اتخلص انا منه باى طريقة كانت واعود اتنفس الحياة من جديد
بالفعل صارت فكرة قتله تنمو فى داخلى فى كل يوم عن سابقة بعد تزايد مواقفة السيئه معى واحكام التفاف حبلة على رقبتى
حددت الموعد وخرجت من بيتى فوجدته كالعادة يتبعنى فى الطريق..ذهبت الى مكان خالى على اطراف المدينة فرأيته من بعيد يقترب بخطوات رتيبة باهته وصوت ارتطام حذائة بالاسفلت يصنع ايقاعا مملاً ثابتاً فى صمت المكان....
الى ان صار على بُعد امتار قليلة منى فاندفعت الية بأقصى سرعتى اركلة والكمه وكانت كل مشاهد مافعله معى تمر من امامى لحظتها فتزداد قوة ضرباتى الية ..قررت الا اتركة الا قتيلا وانتزع ماتبقى من حياتى واحررها من سيطرتة
وجدته قد تخلص من ضرباتى وقد اَنهكت قواى واخذ يرجع الى الخلف ثم انطلق والتف حول رقبتى وجسدى بقوة لم استطع فك ايديه عن كتفىّ...شعرت به بعدها يتلاشى ويتسرب الى داخلى جزءاً جزءاً وانا على وشك الغياب عن الوعى الى ان اختفى تماما و غاب عن نظرى
الآن ..وقد احتلنى الملل واصبح جزءاً منى حتى نسيت ملامحى القديمة فاصبحت ارى تفاصيله على وجهى ولا املك شيئاُ لافعلة...!

اروع قصيدة شعر بالعامية : بهيّة ..


بجد محدش قدر يوصف مصر بالجمال ده ولا فى قصيدة اتقالت فى مصر حقيقية اوى للدرجة دى لا بالعامية ولا بالفصحى
القصيدة دى رائعة الى حد الكمال وبدون مبالغة فعلا مفيهاش عيوب ومعتقدش حد حيكتب زيها تانى


بهيـّة

يسبق كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين معنا
عصفور محندق يزقزق كلام موزون و له معنى
عن الارض سمرا و قمرا
و ضفه و نهر و مراكب
و رفاق مسيرة عسيرة
و صورة حشد
و مواكب
ف عيون صبية بهية
عليها الكلمة و المعنى

***
مصر يا امّة يا بهية
يام طرحة و جلابية
الزمن شاب و انتي شابة
هو رايح و انتي جاية
جايه فوق الصعب ماشية
فات عليكي ليل و مية
و احتمالك هو هو
و ابتسامتك هي هي
تضحكي للصبح يصبح
بعد ليلة و مغربية
تطلع الشمس تلاقيكي
معجبانية و صبية
يا بهية

***
الليل جزاير جزاير
يمد البحر يفنيها
و الفجر شعلة ح تعلا و عمر الموج ما يطويها
و الشط باين مداين
عليها الشمس طوافة
ايدك في ايدنا
ساعدنا
دي مهما الموجة تتعافى
بالعزم ساعة جماعة
و بالأنصاف نخطيها

***
مصر يا امّة يا سفينة
مهما كان البحر عاتي
فلاحينيك ملاحينيك
يزعقوا للريح يواتي
اللي ع الدفة صنايعي
و اللي ع المجداف زناتي
و اللي فوق الصاري كاتب
كل ماضي و كل آتي
عقدتين و التالته تابتة
تركبي الموجة العفية
توصلي بر السلامة
معجبانية و صبية.. يا بهية

***
و يعود كلامنا في سلامنا يطوف ع الصحبة حلواني
عصفور محني يغني
على الأفراح ومن تاني
يرمي الغناوي تقاوي
تبوس الأرض
تتحنى
تفرح
و تطرح
و تسرح
و ترجع تاني تتغنى
اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني



احمد فؤاد نجم

1969م




الجمعة

ضد من ؟



قصيدة (ضد من)

من اخر ديوان لامل دنقل (اوراق الغرفه رقم 8)


في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!

وقت فراق !


لم اكن اعرف ان ثلاث سنوات قضيتها معه لا يفارقنى ليل نهار وفى كل الاماكن سوف تربطنى به هكذا..عندما اشتريت تليفونى المحمول كان حديثا نوعا ما فى وقتها ولكن مع مرور الايام اصبح غير ذلك و لكنى ظللت وفياً معه ولم افكر حتى فى تغييره وشراء آخر..هو ايضا احسست فى كل مره كانت تأتى الىّ فرصة تغييره وانا اتمسك به انه كان يتذكر لى هذه المواقف ويبادلنى نفس الوفاء ...
نعم كنت اشعر منه بهذا الحب احياناً كثيره..مواقف لا تعد كان يبرهن لى فيها على حبه ووفاءه...كان يتلقى صدمات كفيله بالانهاء على اى جهاز مثله..ومع ذلك ظل طوال ثلاث سنوات صامداً لم يشتكى ولم اذهب لاصلاحه ابدا
كان يتحمل اهمالى له ومعاملته على غير ما يستحق كثيراً لانه يعلم اننى احبه وافضله على غيره من الاجهزه الاحدث
اياما طويله قضيناها معا الى ان اصبح جزءاً منى ليس مجرد جهاز محمول او تفصيله مُهمله من تفاصيل حياتى الكثيره ..قيمته عندى اصبحت فى ذاته ليست فى ما يقوم به لى من خدمات
اشعر به يتأثر بما يحدث لى طوال اليوم وحالاتى المزاجيه فأراه يتعاطف معى فى اوقات حزنى وسعادتى ويشاركنى كل المواقف دائماً...
عندما كان يشعر بى مهموماً او فى مزاج غير جيد ولا اريد التحدث مع احد من خلاله فاجده من تلقاء نفسه "يفصل شحن" حتى لو كانت بطاريته مشحونه تماماً...وفى اوقات اخرى اذا وجدنى سعيدا ومقبلا على الحياه كان يستمر مشحونا فترات طويله ولا ارى كلمة (battery low) ابدا !...كنت استغرب من تصرفه هذا وافسره احيانا بانه يحتاج الى بطاريه جديده ولكننى فهمت مغزى افعاله وتعودت عليها بعد ذلك...
رغم كاميرته التى لم يتجاوز دقتها 1.5 ميجا بيكسل الا انه فى الوقت الذى احتاج فيه الى التصوير كان يلتقط صورا تعادل فى جودتها الكاميرات الاحدث حتى ان من يراها لا يصدق انى التقطها بموبيلى هذا...
فقدت صديقا وفيا و "جدع" بمعنى الكلمه معى..لم يتخلى عنى ابدا طوال هذه المده ..لم يمل من ايقاظى فى اى وقت اريد عندما كان الجميع ينفر من نومى الثقيل وصعوبة ايقاظى..
كان اليوم الرابع على التوالى الذى يأتى الىّ فى منامى ولكن هذه المره كانت غير الثلاث ليال الماضيه التى كنت اراه فيها بعيداً وعلى وجهه حزن لم اعهده عليه فاحزن لحزنه وينتهى الحلم...فى هذه الليله رأيته عن قريب وجاء واحتضننى بلهفه ثم جلس الى جوارى واخذ يحكى لى عما حدث له طول فترة افتراقنا منذ ان سُرق منى وكم اشتاق الىّ كثيرا ثم شكى الىّ سوء معاملة السارق له وانه لو كان بيده لما ذهب معه ابداً
ابتسمت وظللنا نتذكر كل ذكرى حدثت لنا سوياً وكل ايامنا التى قضيناها معاً...ثم قال لى ان الساعه الآن قاربت على العاشره وانت تريد ان تستيقظ الآن ..فضحكت لانه كان يعرف مواعيد كُليتى مثلى تماما حتى بعد فراقنا يأتى فى احلامى ليوقظنى...وعدته بانى لن انساه وسأحتفظ بكل ماتبقى منه عندى من سماعات الاذن وعلبته وباقى تفاصيله...
وتمنيت له ان السارق يبيعه لشخص يعرف قيمته ويحبه مثلى....... وبكينا ثم انهينا اللقاء على خلفية صوت فيروز ((ودايماً فى الآخر...فى آخر...فى وقت فراق...فى وقت فرااااق)) !


الأربعاء

ترام الرمل


لم يعرف ماذا دفعه للخروج من كليته فى منتصف اليوم بدون اسباب ..اخذ حقيبته على ظهره واتجه الى خارج اسوارها غير محدد وجهته وماذا سيفعل ..كسراً للملل فكر فى ان يركب الترام بدلا من المواصلات التى اعتاد ركوبها ذهابا وايابا من الكليه...اراد فى هذة الاوقات ان يفعل اشياءا لم يقم بها قبل ذلك...مشى الى محطة الرمل "اولى المحطات" التى لم تبعد كثيرا عن المحطه المواجهه لكليته....
سار وحيداً فى الطريق الموازى لشريط الترام بعد ان اخرج سماعات جهازه الصغير ووضعها فى اذنيه ليبدأ فى التحليق مع منير فى سماء اغانيه..مر بجانب مرآة كبيره مستنده على حائط ..نظر الى نفسه كالعاده بلا هدف..لم يجد اى ملامح سعاده او حزن او اى مشاعر اخرى على وجهه..شعر انه ينظر الى تمثال قد احتل داخله ...
تجاهل افكاره السلبيه و استمر فى السير ينظر الى وجوه الماره مع خلفية صوت محمد منير..كان يسرع ويبطىء فى ايقاع خطواته لا اراديا حسب احساسه بما يسمع....
( قبل ماتحلم فوق..احلم وانت فايق....قبل ماتطلع فوق ..انزل للحقايق ..عافر يمكن تقوم ..حافظ على كل يوم )..انتشى لسماعه هذه الاغنيه وشعر بطاقه كبيره تدفعه للامام ...صعد الى الترام فوجدها شبه فارغه..جلس واخرج جريدته المعارضه ليقرأها قتلا للوقت...مرت عليه عدة محطات نظر بعدها من الشباك ليعرف الى اين وصلت لاحساسه انها لا تتحرك..وجد ان الترام تسير بسرعة امرأة عجوز فى اواخر عمرها...لم يجد مللاً فى هذا البطىء الشديد وعاد ليقرأ مرة اخرى..
(وكل شىء بينسرق منى...العمر مالايام ..الضى مالننى)....التفت عن القراءة ونظر الى الطريق ليستمع الى صوته الداخلى ...:
العمر مثل هذة الترام ..مر سريعاً او بطيئا ولكنه سيصل حتما الى نهاية...كم مرت عليك محطات تمنيت ان تعود اليها ولو لحظه...كم تركت بشرا احببت رغما ً عنك فى محطات ...كم كنت فى قمة سعادتك فى محطات وفى قمة حزنك فى اخرى ...ولا زالت عربة عمرك تسير لاتعرف اين ومتى ستكون محطتك الاخيرة...
توقف صوته الداخلى عن الكلام ونظر بجانبه فوجد رجلا فى عقده السادس من العمر ينظر اليه ووجه يقول بانه يريد الجلوس فى هذا المكان...قطع التفكير فى القيام لهذا الرجل او تجاهله لحظات قراءته واستماعه لمنير..
مرت دقائق حتى قرر تجاهله واستكمال انفراده بنفسه فى عالمه الصغير...الى ان انتابة شعور يدفعه للقيام فوجد نفسه يأخذ حقيبته ويقف ليجلس مكانه العجوز..شكره فرد عليه بابتسامه باهته...وقف بجانب النافذة وفعل ما كان يفعل اثناء جلوسه..ساعده فى ذلك ان الترام لم يكن مزدحما بل كان فارغا من الواقفين مثله...
امتلأت فجأة بأطفال عرف انهم من مدرستة الاعداديه القديمه فتذكر عندما كان مثلهم يركب الترام فى الذهاب والعوده من المدرسة فابتسم لهم واخذ يتابع لهوهم البرىء والغير برىء احيانا وشخصياتهم المختلفه ...رأى فيهم واحدا يشبهه كثيرا عندما كان فى مثل عمره فنظر اليه كثيرا بتأمل الى ان لاحظه الصغير فادار وجهه سريعا الى جريدته..

صعد بعدها صديق قديم عرفه فى فترة الاعدادى ولكن الحياة فرقتهم بعد ذلك..اندهش لرؤيته من جديد لانه قد فكر فيه منذ ايام قليله بدون اسباب..ابتسم واوقف مايسمع فى اذنيه وتوقف عن القراءه حتى يتفرغ للحديث معه..ارتسمت على وجهيهما فرحة غريبه بهذا اللقاء القدرى ..اخذ يسأل كل منهما الاخر عن اخباره وحياته منذ افترقا حتى ضل الكلام طريقه اليهما فظلا صامتين ولكن فى عيونهما هذه السعاده المخطلته بتذكر ايام طفولتهما سوياً...
جاءت محطة النزول فعانقه واخذ رقم هاتفه املاً منه فى ان يعودا لمتابعة اخبار بعضهما بعد ذلك وهو يعرف ان احدهما لن يفعل ولكنها طقوس لقاء الاصدقاء القدامى ...
(ايديا ف جيوبى وقلبى طرب..حاسس بغربه بس مش مغترب..وحدى لكن ونسان وماشى كده..ببتعد معرفش او بقترب)
اكمل طريقه الى منزله سعيدا واضعا يديه فى جيوبه بعد ان فهم ما الذى دفعه للخروج من كليته فى منتصف اليوم وركوب الترام التى لم يركبها منذ سنين حتى التقى بصديقه القديم الذى كان يفكر فيه منذ ايام قليله .

الجمعة

الحَمار والعصفورة !!

حمار حب عصفوره..

قالت له بس انت حمار..!

قال لها..بس رقيق وبكتب اشعار

وبغنى ليل ونهار...♫♪♫♪♫♪

ولو وافقتى......♥ ♥ ♥ ♥.

حتعلم الطيران.....

واركب منقار......! :)

شفتى الحب بيعمل ايه... ♥ !

ممكن يخلينى....مش حمار


سيناريو ورسوم... الفنان وليد طاهر

عن جدى..وشعب مصر المفترى..


فى احدى ليالى رمضان الماضى الصيفيه الحاره..جلست انا و جدّى فى انتظار السحور...امارس هوايتى فى البحث عن شىء نشاهده بين كم كبير من القنوات التى يصعب ان تستقر على احداها وان فعلت سيدفعك شعور خفى فى داخلك الى الاستمرار فى التقليب عسى ان تجد ماهو افضل من هذه القناه....تركت مسلسل ناصر عن عمد فى وجود جدّى لانه حتماً سيذكّره بحياته فى هذه الفتره وسيحكى لى عن شىء ما او خاطر سياتى اليه مع مشاهدته للمسلسل.... توقف اهتمامى بسماع مايرويه جدّى منذ عامين تقريبا لان اغلبها اصبح اما مكرر واما به الكثير من الخيال الذى يصنعه الحنين الى الماضى فيصبح فى نظره كل ماكان قديما هو اروع ماحدث ...
كم كانت تسعدنى لهجته السكندريه الخالصه التى لم تتلوث باى لهجات اخرى غريبه..فاصبحت هذه هى الحسنه الوحيده التى اخرج بها من الاستماع الى مايقصه لى حتى لو اعيد مرات كثيره ..يكفينى الاستمتاع بسكندريته الرائعه..
فى تلك الليله راق لى ان يلقى علىّ جدى احدى ذكرياته التى سيعيدها مجدى كامل اليه فور رؤيته له فى زى عبد الناصر رافعا حواجبه طوال الحلقه ليعطى انطباع انه عبد الناصر
تشوقت ان اناقشه عن عبد الناصر وعن انطباعه العام عن الاحداث وقتها ورؤيته عن مصر الذى كان احد مواطنيها فى عهده....
وهذا ماحدث فعلا ..لم يمر من الوقت الكثير حتى بدأ هو ماكنت اخطط له من مناقشه تملأ وقت انتظارنا للسحور ...
استدار لى جدى وقال : تعرف ايه احسن حاجه عملها عبد الناصر فى البلد دى......؟؟ لم ارد عليه باجابه صريحه حتى يكمل مايريد قوله ولكنى توقعت من سؤاله ان يسرد لى انجازاته ويوصف لى حب اغلب افراد جيله لعبد الناصر....
قلت : ايه ياجدو ؟؟...
باغتنى قائلا : احسن حاجه عملها عبد الناصر انه خلى الناس تخاف من بعضها ..!!
ادهشتنى اجابته وابتسمت اريد تصحيحه بانه يقصد اسوأ ما فعل عبد الناصر ....ولكنه اصر وقال: لا احسن حاجه عملها انه خلى الناس تخاف من بعضها يعنى محدش يتكلم فى السياسه ولا ده عمل ولا ده خلى ولا حد يعترض ولا يقدر يفتح بوقه ...عارف لو حد قاعد فى قهوه ايامنا وحب يتكلم فى السياسه بخير ولا بشر الناس تقوله ياعم ملناش دعوه ....لاحظ استغرابى وانى اريد الاستفسارعن ما الجيد فى هذا .....ثم استمر: اه...انت متعرفش اصلك الناس دى كانت همج اد ايه ايام الملك ....كان اى حاجه تحصل يعترضو عليها ويعملو مظاهرات ودوشه ...كان شعب مفترى ...لكن من بعد الثوره الناس بقت تخاف من بعضها عشان عارفين ان كل واحد متراقب وممكن يتمسك. ...
جلست مستغربا وجهة نظره النادره التى لم اسمع بها من قبل وسعدت ان جدى قد قال لى جديدا برغم كثرة احاديثنا الطويله المكرره..ولكن ماحيرنى هل نحن كنا فى يوم من الايام شعب (مفترى) ومتى تعود جينات الافترا التى نزعها عبد الناصر كما يرى جدى ...
ثم ساد الصمت واستمر مجدى كامل فى رفع حواجبه الى ان اتى السحور وانا لازلت افكر فى كلام جدى

الثلاثاء

شوفى اد ايه...؟


يا بخت من يقدر يقول
واللي ف ضميره يطلَّعه
يا بخت من يقدر يفضفض بالكلام
وكل واحد يسمعه
يقف في وسط الناس ويصرخ : آه يا ناس
ولا ملام
ييجى الطبيب يحكي له ع اللي بيوجعه
يكشف مكان الجرح ويحط الدوا
ولو انكوى
يقدر ينوح
وانا اللي مليان بالجروح
ما اقدرش اقول
ما اقدرش ابوح
والسهم يسكن صدري ما اقدرش انزعه
شوفي قد إيه؟
احنا النهارده إيه في أيام السنه
شتا والا صيف
وفين أنا
إيه اللي وصّلنى هنا
أنا صاحب البيت والا ضيف
صوتي انحبس
ما اقدرش اقول
ما عرفش حاجه عشان اقول
ما اعرفش غيرك انتي بس
يا بت ياللي في حبك العقل اتهوس
مكان غريب
كأنه سجن كأنه مخدع للحبيب
كأنه بير
شباك حديد وعليه ستاير من حرير
والريح بينفد منه زي المسامير
الريح عوى
قلبى انقبض
قلبى اتلوى
الشمس تلج اصفر شعاعها صاروخ هوا
الضلمه تلج اسود كتير
ألوف ألوف القناطير
خبيني في شعورك يا بت
أحسن عروقى اتخشِّبت

شعرك خشن زى الحِرام الصوف يا بت
خبيني فيه م الزمهرير ..
ونَيِّميني في السرير
دخل النبى بردان خديجه لَفِّته
حَطِّت عليه غطيان لحد ما دَفِّته
دخل النبى بردان وقال: فين الغطا
البسمة غطت شفِّته
صلاح جاهين

ان يضيع منك...


تفاصيل صغيره فى داخلك تتساقط منك اثناء السير فى طرق الحياه ..لا يعلمها احد غيرك ولا يشعر بوجودها الا انت..لن تلاحظ فقدها الى ان يمر الوقت وتلجأ الى احد ملامح الانسان عندك..وتبحث عنها ولا تجدها وتنسى انها قد ضاعت منك قبل ذلك وتجاهلت اهميتها وقيمتها فيك واكملت طريقك بدونها..تحاول تجديدها واستعادتها اليك فلا تستطيع لانك قد بعدت كثيرا فى رحلتك عن مكان وقوعها....
اخاف ان يأتى اليوم و اجدنى قد ضاع منى سهوا هذا الانسان الذى اختزنه بداخلى واندم انى لم يلفت نظرى فى وقتها تسربه البطىء وسقوط اجزاءه منى فى مواقف كثيره ولم اعطى اهميه للامر..
اخاف ان اصبح غير قادر على تذوق ماكنت اتذوقه قبل ذلك...ان يصبح البكاء مع الصديق واقتسام الآلام سوياً بلا طعم...ان تفقد الكلمات طريقها الى قلبى..ان ارى نفسى لا اضحك الا مجاملة ً ويتوقف قلبى عن ايصال ضحكاته الحقيقيه الى وجهى...ان يصبح الجرى فى شدة البرودة تحت المطر واللهو كالاطفال الذى كان يغمرنى بالسعاده يتحول الى افعال بلامعنى صعبة التحقيق.....ان يتساوى عندى استنشاق هواء ماقبل شروق الشمس مع غيره من اوقات اليوم......
ان انسى ملامحى الحقيقيه بعد ان تزيد الاقنعة التصاقا ً بوجهى من طول الاعتياد على ارتدائها دائما ً ..ان تضمر اجنحتى فلا استطيع الطيران كما كان يحلو لى ان افعل..ان اسجد لادعو الله واكلمه فلا ابكى وافقد شعورى بالقرب منه وانسى متعة الاعتذار له عن اخطائى......
اخاف ان افقد نشوة المخاطره والجنون..ان اصير كالآلة افعل اشياء روتينيه ممله ..جامده مكرره ليس بها اى ممتع او جديد ...ان تصبح الايام نسخا ً كاربونيه من بعضها.....هل سوف تكون الاسكندريه عندى مثلها مثل سائر المدن ويُمحى مكانها فى قلبى واشعر بالغربه فى شوارعها بعد ان كانت هى معنى الامان بالنسبة لى.......
هل وقتها سوف يضيع حتى شعورى بالحزن على فقدى هذه الاشياء واتأقلم على العيش بدون انسان فى داخلى ..وتجبرنى الايام على الحياة بدونه واعتياد الامر هكذا...
حاول استعادة كافة تفاصيلك الانسانيه المفقودة لحظة ضياعها ..لاتنتظر وتهملها فتأخذك الدنيا بعيدا ً عنها فتضيع منك الى الابد وتندم بعد ذلك على انك اصبحت فارغا ً من كل شىء جميل كان يملأك

تحليق ....فى سماء الجنة




جلسا مستمتعين بمشاهدة امواج البحر العاليه والمطر الغزير من خلف زجاج هذا المكان المتخصص فى تقديم انواع القهوة .كانا منبهرين بموقعه حيث يمكنهما مشاهدة البحر من الطابق الثانى وممارسة هوايتهما فى تأمل جمال الاسكندريه الممطره فى الشتاء ...نظر لصديقه الذى كان يعرف دائما ً مايريد ان يقول من قبل ان يتحرك لسانه بالكلمات..كل منهما كان بداخله شعور ان تفاصيل روحيه دقيقه كانت تتلاقى عندهما...منذ ان تقابلا قبل 3 سنوات تأكدا وبدون اسباب محدده ان صداقة عميقه سوف تنمو بينهما عن قريب...وهذا ماحدث
كانا لايكفان عن الكلام فى كل شىء الى ان تعود السماء لتمطر ثانية ً ....فيرجعان الى سكوتهما المقدس لمتابعة الامواج العاليه والمطر الغزير وهذه اللمعه المحببة اليهما فى الطريق من اثر الشتاء...قطع احدهما جلال التأمل مع شرب القهوه وسأل :ايه الامنيه اللى نفسك اما تدخل الجنه تحققها ؟؟..(كان يعتاد كل منهما على هذه الاسئله التى تأتى فجأة فى لحظات التأمل فلا يتردد ان يلقيها على الاخر وكانا فى الغالب يتوقعان اجابتها)...سكت قليلا ثم ادار وجهه بابتسامه :انى اطييييييييير براحتى فى الجنه.. واغمض عينيه وظل بابتسامته وهو يجيب على صديقه....ابتسم الآخر لتوقعه الاجابه وعاد للتأمل وشرب القهوه مرة اخرى....
كان يعلم انه منبهر بالحياه كطائر حر يفعل مايحلو له وقت ما يشاء..غير مقيد بأى من قيودنا التى نحياها ....عَرف عنه حبه الشديد لاى شخصيه يرى انها تحقق ولو بنسبه هذه الحياه الحرّه التى يتمناها ولا يستطيع تطبيقها...(منصور فى فيلم الهروب..جيفارا...قريب لهم يحكى عنه دائماً..وغيرهم )
كان يضحك كثيرا عندما يقول له انه منبهر بمهنة سائق التاكسى الذى يرى فى تفاصيل عمله هذه الحريه التى يحبها..يذهب فى اى شارع يريده ويختار طرقه (مادام وحيداً) بحريه تامه...لا يعلم من سيصادف ويوقفه ليركب معه والى اين سيذهب مع كل زبون....وكان يكرر (مادام وحيدا ً) لذا كان يرى فى الحب قيود تمنعه من الحياة بحريه ومن اختيار الطريق الذى يريده لعربة تاكسى حياته التى يقودها...

فى لحظات جنونهما (الكثيره) سوياً يستنشقان هذه الحياه معا...اشتركا فى الملل السريع من الاشياء فكانا يشتاقان الى وقتٍ قصير يختلسانه ويهربان فيه من الدراسه واعباء كليتهم العمليه الممله ويبدآن فيه العيش كطيور حره فى براح مدينتهم المعشوقه الاسكندريه..يتجولان بملابسهما الثقيله فى البرد الشديد..دفىء حديثهم ينسيهم احساسهم بالبروده...ينفذان كل مايأتى فى ذهنهم بدون تفكير ..متحرريْن من اى شىء يمنعهما من التحليق....حتى الوقت .....الذى كانا يعرفان اثر التحرر منه بعد العوده متأخريْن الى المنزل فى نظراتٍ غاضبه من الاهل قد تتطور الى اكثر من النظرات فى بعض الاحيان...
لم يكن يتوقع اى منهما ان الجنون والملل السريع اكثر صفاتهم المشتركه التى كانت من اسباب صداقتهم...ستكون نفسها من اسباب انهائها
نعم دخل الملل بينهم ...ملل من كل تفاصيل صداقتهم النادره فدفعهم الجنون الذى يحملانه سويا ً الى الابتعاد ...وكانت الحياه اكثر جنونا ً فغيرت مسار كل منهما فى الحياة....
يجلس الآن وحيدا ً مستمتعا بمشاهدة امواج البحر العاليه والمطر الغزير من خلف زجاج نفس المكان المتخصص فى تقديم جميع انواع القهوه....تذكر صاحبه مع توقف المطر ونهاية لحظات تأمله المقدسه حيث اعتاد الا يكف عن الكلام معه الى ان تمطر السماء مرة اخرى ....فابتسم ودعا الله ان يدخل الجنّة ليطير فيها بحريّه.....مع صديقه القديم .

عدّاد الموت..!




عدّاد النور داير عندى
بتفرج على غزّه ..وساكت
داير عدّاد الموت بيهم
مش عايز يهمد ..لو ثانيه


مستنى دموع تنزل منى
مستنى المنظر يألمنى..
ومفيش فايده..
واستنى الساعه...والتانيه
واما استنيت اكتر..
حسيت.....
الشوف فى عنيّا ..بيستعمى
يتدارى الادراك فى سكوتى
وش التمثال حاسس عنّى
وكلامى بيهرب من صوتى
ودراعى..استحلى التكتيفه

واستنى كمان...
واسكت واتفرج على غزّه
وعنيّا على شريط الاخبار..
يمكن بحلم....
يمكن حيقولو خلاص حصحى..
ومفيش الموت ...ومفيش النار
ومفيش الدم اللى بيجرى...
زى الانهار..
لكنّى لقيت...
مكتوب ((عاجل))
عدّاد الموت اللى ف غزّه..
سجل قلبك...

آخر الاموات..
mar3i