الثلاثاء

تحليق ....فى سماء الجنة




جلسا مستمتعين بمشاهدة امواج البحر العاليه والمطر الغزير من خلف زجاج هذا المكان المتخصص فى تقديم انواع القهوة .كانا منبهرين بموقعه حيث يمكنهما مشاهدة البحر من الطابق الثانى وممارسة هوايتهما فى تأمل جمال الاسكندريه الممطره فى الشتاء ...نظر لصديقه الذى كان يعرف دائما ً مايريد ان يقول من قبل ان يتحرك لسانه بالكلمات..كل منهما كان بداخله شعور ان تفاصيل روحيه دقيقه كانت تتلاقى عندهما...منذ ان تقابلا قبل 3 سنوات تأكدا وبدون اسباب محدده ان صداقة عميقه سوف تنمو بينهما عن قريب...وهذا ماحدث
كانا لايكفان عن الكلام فى كل شىء الى ان تعود السماء لتمطر ثانية ً ....فيرجعان الى سكوتهما المقدس لمتابعة الامواج العاليه والمطر الغزير وهذه اللمعه المحببة اليهما فى الطريق من اثر الشتاء...قطع احدهما جلال التأمل مع شرب القهوه وسأل :ايه الامنيه اللى نفسك اما تدخل الجنه تحققها ؟؟..(كان يعتاد كل منهما على هذه الاسئله التى تأتى فجأة فى لحظات التأمل فلا يتردد ان يلقيها على الاخر وكانا فى الغالب يتوقعان اجابتها)...سكت قليلا ثم ادار وجهه بابتسامه :انى اطييييييييير براحتى فى الجنه.. واغمض عينيه وظل بابتسامته وهو يجيب على صديقه....ابتسم الآخر لتوقعه الاجابه وعاد للتأمل وشرب القهوه مرة اخرى....
كان يعلم انه منبهر بالحياه كطائر حر يفعل مايحلو له وقت ما يشاء..غير مقيد بأى من قيودنا التى نحياها ....عَرف عنه حبه الشديد لاى شخصيه يرى انها تحقق ولو بنسبه هذه الحياه الحرّه التى يتمناها ولا يستطيع تطبيقها...(منصور فى فيلم الهروب..جيفارا...قريب لهم يحكى عنه دائماً..وغيرهم )
كان يضحك كثيرا عندما يقول له انه منبهر بمهنة سائق التاكسى الذى يرى فى تفاصيل عمله هذه الحريه التى يحبها..يذهب فى اى شارع يريده ويختار طرقه (مادام وحيداً) بحريه تامه...لا يعلم من سيصادف ويوقفه ليركب معه والى اين سيذهب مع كل زبون....وكان يكرر (مادام وحيدا ً) لذا كان يرى فى الحب قيود تمنعه من الحياة بحريه ومن اختيار الطريق الذى يريده لعربة تاكسى حياته التى يقودها...

فى لحظات جنونهما (الكثيره) سوياً يستنشقان هذه الحياه معا...اشتركا فى الملل السريع من الاشياء فكانا يشتاقان الى وقتٍ قصير يختلسانه ويهربان فيه من الدراسه واعباء كليتهم العمليه الممله ويبدآن فيه العيش كطيور حره فى براح مدينتهم المعشوقه الاسكندريه..يتجولان بملابسهما الثقيله فى البرد الشديد..دفىء حديثهم ينسيهم احساسهم بالبروده...ينفذان كل مايأتى فى ذهنهم بدون تفكير ..متحرريْن من اى شىء يمنعهما من التحليق....حتى الوقت .....الذى كانا يعرفان اثر التحرر منه بعد العوده متأخريْن الى المنزل فى نظراتٍ غاضبه من الاهل قد تتطور الى اكثر من النظرات فى بعض الاحيان...
لم يكن يتوقع اى منهما ان الجنون والملل السريع اكثر صفاتهم المشتركه التى كانت من اسباب صداقتهم...ستكون نفسها من اسباب انهائها
نعم دخل الملل بينهم ...ملل من كل تفاصيل صداقتهم النادره فدفعهم الجنون الذى يحملانه سويا ً الى الابتعاد ...وكانت الحياه اكثر جنونا ً فغيرت مسار كل منهما فى الحياة....
يجلس الآن وحيدا ً مستمتعا بمشاهدة امواج البحر العاليه والمطر الغزير من خلف زجاج نفس المكان المتخصص فى تقديم جميع انواع القهوه....تذكر صاحبه مع توقف المطر ونهاية لحظات تأمله المقدسه حيث اعتاد الا يكف عن الكلام معه الى ان تمطر السماء مرة اخرى ....فابتسم ودعا الله ان يدخل الجنّة ليطير فيها بحريّه.....مع صديقه القديم .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

جميلة وبس
تبتسم وانت بتقرآها وتتمنى تكونها

heba يقول...

حلوة اوى يامحمد
انت شطوووووور خالص:-P
لا والله تجنن تسلم ايدك
ويارب كلنا نبقى مع بعض فالجنه ونطييييييييييير>:D<

غير معرف يقول...

الحرية ..
حب إيه ده اللي من غير حرية !