الأحد

لــعبـــه


منذ ان جئنا الى هذه الدنيا وبدأت اقدامنا فى وضع اولى خطواتها على طريق رحلة الحياه والتى شئنا ام ابينا مضطرين الى مواصلة السير فيها حتى وان كنا لانعلم متى ستنتهى واين ولكننا مجبرين على الاستمرار وتحمل كل مطبات وحفر ومتاهات هذه الرحله الى ان يحين موعد النزول فنعلم انها قد انتهت وان الوقت المخصص لنا فيها قد نفذ وعلينا افراغ مكان لشخص اخر بدأ رحلته هو الاخر وسيأتى ايضا له وقت لتنتهى ويبدأ غيره

وفى كل مرحله من مراحل الرحله تلعب الحياه معنا العاب مختلفه تحددها هى لا نختارها ..علينا فقط ادراك ماهى هذه اللعبه وما هى قواعدها وكيفية الفوز فيها ..كفائة كل منا ومدى اختلافه عن غيره من الذين وضعتهم الحياه فى نفس اللعبه يتحدد بالقدره على معرفة اسرارها واقصر الطرق للوصول الى المطلوب فيها والاسلوب الشخصى فى اللعب فالبعض يمتلكون مهارات خاصه يمكن ان تميزهم عن الاخرين..
احياناً تدخلك الحياة فى لعبة مثل "صنم" فتشعر ان كل الظروف المحيطه بك وكأنها اشخاص تلعب معك..مصطفين على الجانبين ينظرون اليك وكلً منهم يقف متحفزأً وذراعيه امامه يستعد لان يباغتك بضربه قويه على مؤخرة رأسك (قفاك) اذا لم تكن منتبها جزء من الثانيه له ..فقوانين هذه اللعبه تمنحهم حق ضربك اذا لم تكن ترى يد الذى يضربك..اذا رأيتها فسيكون هو الخاسر ويتبادل معك الادوار ليمر هو بين اللاعبين بعد ان يقول "صنم" واضعا كلتا يديه على مؤخرة رأسه لتحميه من الضربات القادمه اليه ..
فى هذه المرحله يجب ان تكون منتبها طوال الوقت فلا يوجد فرصه لان تغفل نهائياً والا فلتتحمل صفعات كل من حولك من احداث الحياه ولا تلوم على احداها ان ضرباتها كانت قويه وتغضب وتقول "مش لاعب" لانك انت من سمحت لها بذلك ..ولكن استكمل اللعبه الى النهايه ..الى ان ترى يد احدهم وينزل هو مكانك او ان تغير الحياه لعبتها معك..

اوقات اخرى تشعر وكأنك فى لعبة شطرنج كبيره فكل قرار تتخذه فى هذا الوقت يكون غايه فى الاهميه ولا يمكن الرجعه فيه..عليك ان تستخدم كل مخزونك من الذكاء و تخرج كل مالديك من صبر ودهاء حتى تتعايش فى هذه الفتره ويجب ايضا الا تقع فى فخ وخطط المنافسين فيدفعوك لعمل خطوة متهوره تفاجىء بعدها انه قد قيل لك "كش ملك" وليس امامك اى مخرج سوى الاستسلام والخروج مهزوما لانك حسبت من حولك اغبياء و اخذك الغرور بذكائك الى خسارة كل شىء...

كثيرا ما نجد انفسنا يغمرها احساس اللاعب فى حلبة المصارعه نحتاج فيها الى كل مانمتلكه من طاقه وقوه جسديه ومثابره وتحمل للالم الى اقصى الحدود وعدم الاستسلام مهما كانت قوة الضربات واللكمات الموجهة الينا ..والبقاء الى اخر لحظه فى كل جوله ...حتى ولو ايقنت انك مهزوم وشعرت بعجزك عن القيام مره اخرى فاستغل هذه الفتره للراحه ومواصلة اللعبه .....فربما تخسر جوله او اكثر ولكن تفوز فى النهايه فكما تصارع العالم لكى تصل لما تريد ايضا وبنفس القوه عليك مصارعة اليأس فهو العدو الحقيقى والذى ستجده يحاربك مع كل خصم وربما ستكون ضرباته قاضيه واكثر تأثيرا من ضربات اللاعبين..

وفى احيان اخرى ولكنها قليله تلعب الحياه معنا العاب تعتمد على الحظ مع قليل من الجهد منك او التفكير للفوز فنسبه كبيره من نجاحك فيها هو فى يد الصدفه التى يحتمل ان ترفعك الى اعلى او تهبط بك لاسفل وتخرجك منها خاسراً ..ولكن اعلم ان الحظ والظروف والقدر والصدفه وكل هذه المسميات او مايعادلها حسب كل منا ومايعتقد..لن تقف الا مع من يستحق فقط ولن تخدم الا من سعى اليها ورأت فيه انه مؤمن بقدراته وبالفوز والوصول لما يريد

فلتلعب كل لعبه تدخلك الحياه فيها حتى وان كنت لا تعلم عنها شىء فحتى ان تعثرت فى الفوز فستخرج منها بخبرات كبيره تنفعك فى باقى الرحله او بمعرفة اشخاص جديده ربما يغيرو اتجاه رحلتك الى الافضل فلا تجعل مابدأت به الطريق تحمله على ظهرك من صبر وامل وقدره على الرجوع مهما بعدت ينفذ وتجد نفسك تحمل اليأس بديلاً لهؤلاء وانت لاتعلم...انظر جيدا بعد انتهاء كل مرحله بداخل حقيبتك وتخلص من كل مافسد بها وجدد اشيائك التى تقويك على مواصلة الرحله وتأكد ان بها ما تريد انت لا ما وضعته الايام لك فيها ..

هناك 3 تعليقات:

امل يقول...

عجبنى الموضوع
وعجبنى ((انظر جيدا بعد انتهاء كل مرحله بداخل حقيبتك وتخلص من كل مافسد بها وجدد اشيائك التى تقويك على مواصلة الرحله وتأكد ان بها ما تريد انت لا ما وضعته الايام لك فيها ))
بتفكرنى بكتاب جدد ايمانك للشيخ الغزالى
واكيد رحمة ربنا واسعه
مش هانفضل طول عمرنا بنضرب على قفانا
فى اوقات راحه وهدوؤ..بننعم فيها بعلاقه جميله مع الله...لاننا مالناش غيره نتوجه اليه اوقات المحن
ومهما حاولنا نتغلب على مايقابلنا من معوقات فى الحياه...مش هانقدر الا برحمة ربنا
كل سنه وانت طيب..
دى اول تعليق...بس مش اول زياره

Mar3i يقول...

(ماما)... شكرا على تعليقك و كل سنه وحضرتك طيبه :)

Unknown يقول...

شركة مكافحة حشرات بالخبر
شركة مكافحة حشرات بالاحساء