السبت

مســاكين اهل العشق..!


بعد ان افقدته الخمر توازنه دخل فى نوبة اخرى من نوبات البكاء العنيفه التى كان قد اعتاد الدخول فيها الايام الماضيه عند الجلوس بمفرده وحيدا فى غرفته المظلمه...لم يكتئب طوال عمره مثل هذه المره .. كان بداخله حزن ما اعتاد ان يخفيه عن المحيطين به بابتسامة دائمه يرسمها على وجهه و ضحكه المستمر حتى على ما يمر به من مشكلات تبكى غيره...اعتاد ان يسمع ما يزعج الاخرين ويشاركهم احزانهم ويحاول التخفيف عنهم ...حتى حسبه الجميع مخلوق غير قابل للحزن ولا يوجد شىء مهما عظم يؤثر على ابتسامته الراضيه ..
عشقها مثلما لم يعشق شخص اخر او هكذا كان يعتقد..كان يؤمن انها ليست من بنى البشر ...انها كائن يرقى الى حد الكمال لم يخلق الله مثله فى هذه الدنيا...عشقه الشديد لها جعله يتحول يوما بعد الاخر امامها الى دمية متحركه...اعطاها بأرادته كل خيوطها ..لا يفرح الا بها ومعها ولا يفعل الا ما تحب ولا يحزن الا لها ...الحياه عنده فقدت كل معانيها بدونها..هى اصبحت=الحياة ...بحث كثيرا قبل ذلك عن اسباب منطقيه لهذا التعلق الشديد ولم يجد..حاول ان يفكر فى غيرها او يبعد قليلا عند حدوث اى مشكله بينهم ولا يبدأ هو بمصالحتها كما تعود ولكنه لم يستطع..كان يشعر باعراض انسحاب مميته تفوق مدمن مخدرات حاول ان يتعافى بعد 30 عاما من الادمان...تخطت عنده مرحلة انها بنتا يحبها ...اصبح يقدسها من بين البشر..صار ذكر اسمها يشعره ببهجة غريبه فى داخله...فكان عند شعوره بالملل يجلس مع نفسه ليتذكرها وينطق اسمها...كان هذا يكفى ليخرج من ملله و يشعر بالسعاده...

خرج من البيت مخمورا واثار الدموع لاتزال واضحه فى عيناه..بمجرد تخطيه باب منزلهم رأها امام البيت تبتسم له ابتسامتها الملائكيه...لم يتمالك نفسه من الفرحه ولكنه رأها مرة اخرى تسير بجانبه..اكتشف انه يرى العشرات منها...هى اصبحت كل من يرى ..عيناه لم تعد تدرك تفاصيل اخرى للوجوه الا تفاصيل وجهها.."كما كان قلبه لا يدرك ان يعشق غيرها"...فاتخذ طريقه الى البحر الذى لم يكن يبعد كثيرا عنه...يغمض عيناه قليلا ويفتحها مرة اخرى حتى يفيق مما هو فيه ولكن دون جدوى فكل الماره فى الطريق اصبحوا هى...حروف اسمها مكتوبه على الجدران وعلى اعمدة الاناره الليليه...على لوحات اسماء الشوارع الزرقاء..كل الشوارع اصبحت تحمل اسمها...حلمه الذى كان يردده دائما انه لو اصبح ذو شأن فى الدوله وصار يحكم الاسكندريه سوف يطلق اسمها على كل شوارعها ...اللافتات الاعلانيه المضيئه لم يظهر فيها الا صورها التى كانت محفورة فى قلبة من كثرة ما رسمها على كل مساحه بيضاء يجدها فى اوراقة...لازالت تبتسم فيكمل الطريق ويبكى ...كيف اصبح هكذا ..كيف فقد نفسه واحتلت هى كل صغيره وكبيره فى حياته...كيف استبدل روحه التى تسرى فى جسده بها...كان يعلم انها لو طلبت منه العباده لفعل..
استمر فى السير الى ان وصل الى الصخرة التى كان يحب الجلوس عليها رافعا رأسه الى السماء كلما ضاقت به الدنيا...هذه المره لم يشعر بارتياح كما اعتاد واخذته نوبة بكاء اخرى فاختلطت دموعه بامواج البحر العاليه التى كانت تصل اليه من شدة الرياح فى شتاء يناير القاسى...
انتهى من الخمر ولا زال بكائه متواصل لا ينتهى..ادرك انها لن تعود اليه فهى لم تحبه يوما منذ عرفها..كانت تشفق عليه احيانا ولكنها لم تحبه..رفع عيناه للسماء وكان قد اتخذ قراره بالرحيل ...سيترك هذه الدنيا مثلما تركته..لم يعلم هل الدنيا ام هى التى تركته فهو لم يعد يفرق بينهما ...رأى ما كتب بين كومات السحاب الكثيفه..
مساكين اهل العشق حتى قبورهم...عليها غبار الذل بين المقابر
وكان وجهها اخر ما وقعت عليه عيناه..مرسوما بطول السماء وعرضها.. يسد الافق.... قبل ان يجعل بحر الاسكندرية مقبرته الدائمه..!

هناك 3 تعليقات:

shaimaa khalaf يقول...

اخيرااااا رجعت تكتب تانى
بجد تجنن وفيها احاسيس عليا اوى
go ooooooooooooooooooooooooooooooo on

غير معرف يقول...

ملهاش حل بجد
في جزء في الاول كده فكرتني بواحد صاحبي

rania يقول...

edah mar3i dh 7lwa aweeeeeee bgd ana awel mara 2a2raha 2day bs bgd msa